[center]
آيات الله في البحار والمحيطات
«وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون». قرآن كريم.
عظمة البحار
تشغل البحار والمحيطات، حيزا كبيرا من سطح الأرض، يبلغ نحو ثلاثة أرباعه. وتختلف صفات الماء عن الأرض، بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى، حاملا الدفء أو البرودة. وله قوة انعكاس جيدة للإشعاع الشمسي، ولذا فإن درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيرا أثناء النهار، ولا تنخفض بسرعة أثناء الليل فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط.
ويقول أحد العلماء أن البحر يباري الزمان في دوامه، ويطاول الخلود في بقائه. تمر آلاف الأعوام بل وعشرات الالوف والملايين، وهو في يومه هو أمسه وغده، تنقلب الجبال أودية، والأودية جبالا، وقد دلت الأبحاث العلمية أن أقصى أعماق البحار تعادل أقصى علو الجبال، وقد صرح الكابتن جاك ايف كوستو مكتشف أعماق البحر في أوائل سبتمبر سنة ۱۹۵۶ بانه قد أمكن التقاط صور فوتوغرافية على عمق ۲۵۰۸۰ قدما وأنه أكتشفت الوانا جديدة من الحياة وأنواعا لا عهد للعلم بها. وتدل الصور التي التقطت على قاع المحيط على أن قاع المحيط ليس منبسطا كما كان مفهوما.
قوة البحار
«وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون اياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا». قرآن كريم.
ماء المحيطات والبحار، والبحيرات والأنهار، والترع والقنوات مصدرها واحد.. ذرات من هيدروجين.. أتحدت مع ذرات من أوكسجين، فكونت الماء.. الذي يسير دائما في اتجاه واحد.. لا يختلف ولا يتغير.. يسير حاملا الحياة.. ولكن هل الماء دائما يجري لجلب الحياة والسعادة..؟ ألا ما أقواه!
وما أقساه! فإنه أحيانا يكاد يكون أقوى وأقسى ما في الوجود على وجه الإطلاق، فهو يجرف كل ما يقف في طريقه دائما كائنا ما كان! وهو يسبب كوارث الفيضانات ولكل صلب.. وإليه يفتت الحجر، وتهوي تحت نقاطه الصخور وكل صلب.. وإليه يرجع ما في المحيط من روعة وعمق.. سر ورهبة.. خطر وفزع.. ولعل أبدع ما قيل في وصف زمجرة البحر، لمن قال.. من اتفق له أن يعرف ما ال***عة البحرية.. تدوم ثلاثة أيام أو أربعة لا تقعد لها قائمة.. ولا لها شدة.. لجج متصاعد كالجبال، وخنادق منخفضة كالأودية، اتصال ما بين البحر والسماء، لا بر ينظر، ولا أفق يبصر، وأرض الا قباب الأمواج، ولا بحر إلا غيوم السماء. فالموج الذي يرتفع عادة إلى ۲۵ قدما قد يرتفع في أيام العاصفة إلى ۱۳۰ قدما، و إذا عرفت أن للقدم الواحد في كل موجة قوة مدمرة زنتها ستة آلاف رطل لأمكننا أن نتصور مدى الدمار الذي تنتجه هذه الأمواج.
ففي عام ۱۸۶۲ اقتلعت موجة عاتية في أسكتلندا مرسى حديدياً زنته مليونا و۶۰۰ ألف رطل، وأخرى حملت صخرة وزنها ۱۶۵ ألف رطل إلى ارتفاع مائة قدم.
وفي عام ۱۶۳۶ وفي ميناء بابجوك هاج البحر وقتل ۳۰۰ ألف إنسان ودمر ۲۰ الف مركب. «أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور». قرآن كريم. ثم على حين فجأة، يصفوا الجو، وتعتدل الرياح، ويسكن البحر وتظهر السماء وتنكشف الأرض، فلا يملك الإنسان الا أن يسبح بحمد الله قائلا:
«بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون». قرآن كريم
آيات الله في البحار والمحيطات
«وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون». قرآن كريم.
أحياء البحار
يقول الدكتور «هدسون» أنظر إلى العالم العجيب السابح في نقطة ماء، وتأمل تلك الأحياء، مكبة على عملها، غادية رائحة، وأعجب من أجسامها، وأراقبها وهي تطلب قوتها، وتنقض على فريستها، وتهرب من عدوها فلا تتمالك من أن تعترف بأن عواطف الإنسان، تجتاح صدور حيوان أصغر من إن يرى. والحياة ملء البحار حقا، فإن عدد أصناف الكائنات الحية المجودة في البحار، أكثر من عدد الموجود على الأرض على وجه الإطلاق. وتختلف الكائنات الحية الموجودة في البحار اختلافا واسعا، حتى أنها ما زالت تتزايد في عدد تصنيفها، فمنها قريص البحر، تلك الكائنات الصغيرة التي يبلغ عدد الموجودين منها في الميل المكعب الواحد، نحو رقم يبلغ سبعة عشر عدداً أي بلايين البلايين. ومنها الدوركال الذي يبلغ طوله ۱۲۰ قدما. وفيها الأسماك الصغيرة، والتي تتغذى عليها الكبيرة، ومنها الكاشلوت، وهو الحوت، الذي يطوف طولا وعرضا، ويجول فيه جولات الأسد في غابته.. وله أنياب حادة، وقوي غير متصورة، تمكنه من مهاجمة المراكب بل تحطيمها، ومن عجائب أحياء البحر، السمك الهلامي، والحيوانات الرخوة. وللبحر طائر خاص به، وهو الصخاب، وهو طائر ضخم الجثة، قوي الصوت جدا، يبلغ طول جناحيه متى كانا ممدودين خمس عشرة قدما.
ويبقى هذا الطائر ساعات متوالية طائرا، وقيل أنه ينام محلقا قي الفضاء.. ويكفي أن يتفكر الإنسان في ملايين الصيادين الذين ينشرون شباكهم في البحر ويخرجون كل ساعة ملايين الملايين من أطنان الأسماك.. وكأن ما في البحر لا يتأثر بكل ما يصطادون..! وتتفاوت الأعماق التي فيها هذه الحيوانات، ولكل عمق أصناف مميزة موجودة به..
[b]