نشأتها ونسبتها
تعرف هذه النحلة بالبابية نسبة إلى مرزا علي محمد الملقب بالباب ، ومعنى الباب في المصطلح الشيعي : الشخص الذي تولى الوساطة بين الشيعة الإمامية وإمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي يقولون عنه انه غاب في سرداب سامراء وهو ابن ست سنين . وتقوم عقيدتهم على انه المهدي المنتظر وهم في انتظاره حتى الآن منذ احد عشر عاما .
نشأ ميرزا علي في شيراز بجنوب إيران وكان شابا متدينا على غير علم كتدين العوام ، ولما بلغ الخامسة والعشرين في عام 1260 هـ ادعى أن روح المهدي المنتظر قد حلت في جسمه ، وبهذه الصفة يكون هو بعينه المهدي المنتظر .
عقائد البابية :
يظهر من خلال عقائد القوم قبح ما هم عليه من اعتقاد وردتهم وكفرهم الصريح وخروجهم من دين الإسلام .. وهذه عقائدهم :
1 - إعلان نسخ الإسلام وتغيير شريعته .
2 - أن الباب مقام المشرع وله حق التشريع .
3 - إعتبار الباب أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين .
4 - إنكار أن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين .
5 - الباب اسم هيكل بشري ظهرت فيه الحقيقة الإلهية .
6 - إعلان الشيوعية في الأموال والنساء .
7 - لألفاظ القرآن معان وأسرار خفية لا يعلمها إلا الباب على زعمهم .
8 - إنكار اليوم الآخر وما فيه .
شريعتهم الضالة :
يزعم الباب ان شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية ، ولذلك ابتدع لأتباعه أحكاما خالف فيها أحكام الإسلام وقواعده ، فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروق الشمس إلى غروبها . وجعل الصوم أيام الإعتدال الربيعي ويعقبه يوم النيروز ، وجعل العيد يوم النيروز الذي يعقب التسعة عشر يوما .
كتب الباب :
له كتاب أسماه البيان ادعى أن ما فيه شريعة منزلة . ويوجد فيه كثير من الخرافات والعبادات الركيكة والأباطيل المكشوفة ، ومع ذلك يزعم انه منزل من عند الله . وأن كتابه هو المعني بقوله تعالى في سورة الرحمن : " علمه البيان " وفي البيان أيضا يزعم أنه خير من محمد وكتابه خير من القرآن .
وله كتاب آخر فسّر فيه سورة يوسف وسار على نمط الباطنية في التفسير .
موقف العلماء منه :
لقد تنبه العلماء لخطر هذه الدعوة على عقائد المسلمين وما فيها من كفر صريح ، فقاموا في وجهها يفندون أباطيلها ويفضحونها ، وقامت المناظرات بين كبار العلماء وميرزا علي حتى قامت عليه الحجة ، فأفتى العلماء بكفره ووجوب قتله .
ثم إن الملك ناصر الدين شاه اعتقله ونقله الى تبريز ، وحصلت مواجهات بين أتباعه وبين المسلمين فتن وحروب سفكت فيها الدماء وظهرت من اتباعه الفضائع فقتلوا الألاف من المسلمين لمجرد أنهم على غير مذهبهم وقتلوا الأطفال والنساء وبقروا بطون الحوامل .
وإثر الفتوى بكفره ووجوب قتله قامت الحكومة في تبريز بإعدامه سنة 1265 هـ رميا بالرصاص ثم صٌلب .
وقد اكتشف بعد موته انه كان يعمل لحساب قوى أجنبية كانت تقف وراءه وتؤيده ليهدم قواعد الإسلام ويشوش على المسلمين عقيدتهم ، فقد بذلت روسيا القيصرية جهودا كبيرة لدى الحكومة لإنقاذ الباب من القتل وقد وضع قنصل روسيا رشوة ضخمة تحت يد رئيس فرقة إعدام الباب لعله ينقذه من الموت ولكن دون فائدة ، وقد حضر القنصل مصرع الباب وبعد التنفيذ سقط القنصل منهارا وبكى أسفاً وحسرة عليه وقام بتصوير جثة الباب وبعث بالصورة إلى حكومته .
ظهور البهائية :
وبعد مقتل الباب نصب أتباعه ميرزا حسين ولقبه بهاء الدين خليفة لهم وتسموا البهائية ، وحاولوا اغتيال الملك ناصر الدين فطاردهم وحبس بهاءهم الجديد فتشفع له سفير روسيا فعفى عنه وأسرته ونفاهم الى بغداد ولحقه اتباعه الى بغداد فثلر عليهم الشيعة هناك فقرررت الحكومة العثمانية نقلهم الى الأستانة ثم نفتهم الى ادرنه ، ثم انتقل البهاء الى عكا وفيها مات سنة 1309هـ وخلفه ابنه عبد البهاء .
صلة البهائيين بالإستعمار والصهيونية : الحقيقة أن البهائيين مجموعة من الملاحدة لا دين لهم ، وقد قد وجدوا في هذه الدعوة ما يحقق أغراضهم من الكيد للإسلام واهله . وقد اتصل بهم الإستعمار ووجد فيهم بغيته لتوطيد أركانه وتثبيت نفوذه فأمدهم بالمال وتولى نشر البهائية وكتبها والعاية لها . حتى وجدنا روسيا القيصرية تبني لهم المعابد وتقيم الحكومة البريطانية لعبد البهاء الحفلات في دار الحاكم العسكري لفلسطين ، وتقدم لهم ارفع الأوسمة مكافأة له لوقوفه مع الإستعمار الإنجليزي اثناء الحرب العالمية الأولى ، إذ كان يدمر الروح المعنوية في الأمة ويبشر بقرب النجاة والخلاص من طغيان التراك على يد الحلفاء ، وبذلك شارك في تحطيم الخلافة الإسلامية وفتح الطريق امام الصهيونية لتحقيق حلمها في فلسطين .
عقائد البهائيين :
وضع عبد البهاء عقائد جديدة لأتباعه منها :
1 - أن محمدا ليس خاتم الأنبياء ولذلك ادعى زعمائهم النبوة .
2 - قصص القرآن في اعتقادهم ليست واقعية .
3 - حلول الله في الهيكل البشري فهم حلولية ، ويقصدون ان الله تعالى تجلى في عبد البهاء - استغفر الله - ويسمونه التجلي الأعظم .
4 - يعتقد البهائيون ان العالم قديم مقلدين الفلاسفة .
5 - لا يؤمن البهائيون بالجنة ولا بالنار ويقولون ان يوم القيامة ويوم الجزاء هو مجيء بهاء الله .
6 - أنكر البهائيون المعجزات ويدعون انها غير معقولة مع ادعائهم النبوة .
من شرائعهم الغريبة :
1 - لا يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
2 - خالفوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عقائد وعبادات وأحكام .
3 - جعل البهاء الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة عند شروق الشمس وعند الزوال وعند الغروب ، متحريا بذلك الوقات التي تكره فيها الصلاة عند المسلمين .
4 - قبلة البهائيين في صلاتهم أينما يكونون ميرزا حسين المسمى بهاء الدين في حياته وبعد مماته الى قبره في عكا . قال لأتباعه : اذا اردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس .
5 - ابطل البهاء فريضة الحج وأوصى بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل من اتباعه ، وجعل الحج إلى قبره في عكا فرضا على الرجال دون النساء .
6 - حرم الزواج من اثنتين واباح الربا مثل اليهود ، وألغى فريضة الجهاد للإستعمار واليهود ، وفرض الزكاة 20 % وجعلها له خاصة .
الخلاصة :
يمكن القول أن البابية او البهائية مذهب موضوع وخليط من ديانات ونحل مختلفة وأراء فلسفية كالبوذية والبرهمية والوثنية واليهودية والنصرانية ومن اعتقادات الصوفية والباطنية . وما زالت البهائية مذهبا قائما يحمل في طياته العمل على هدم الإسلام وينتشر أفراده في شتى القطار يتلونون مع كل اتجاه تنفيذا لقول زعيمهم : كن بهائيا مسلما ، أو بهائيا يهوديا ، أو مسيحيا .
وقد جاء بفتوى الزهر ان معتنق مذهبهم من المسلمين يكون مرتدا خارجا عن دين الإسلام