(( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
- آل عمران / 164 -
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الهداية بهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام .. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. الحمد لله الذي جعلنا تحت لوائه ..
بالله عليكم لا تحولوا يوم ذكرى مولد رسول الله من نعمة إلى نقمة ..
من نعمة الهداية بهدي رسول الله والاتباع إلى نقمة الابتداع ..
لعل هناك من سيقول أن هذا الاحتفال دليل محبة ..
لو كان الاحتفال بذكرى المولد النبوي يدل على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبقنا الصحابة والسلف إلى ذلك ..
يقول عمرو بن العاص كما في صحيح مسلم :
( ما كان أحد أحب إلي من رَسُول اللَّهِ ، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه )
وعندما سُئل زيد بن الدثنة قبل أن تقتله قريش: يا زيد، أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك، قال:
( والله، ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي ) ..
ولقد شهد على هذا الحب العدو قبل الصديق ..
حتى إن أبا سفيان قال عندما كان مشركاً :
ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً.
هذا هو حب الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله ، وهذا مبلغ تقديرهم له، فلماذا لم يحتفلوا بمولده مثل احتفالنا؟ وكيف يقول من يفعل تلك الأفعال الشائنة التي ذكرناها أنه يفعلها حبا لرسول الله ؟! أليس في هذا اتهام لمن لم يفعل هذه الأفعال من صحابة وغيرهم بأنهم لا يحبون رسول الله ؟!
إخوتي أخواتي ..
" إنّ المحبّ لمن أحبّ مطيعُ " ..
من فاض قلبه بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أن يعمل بموجب هذه المحبة .. وخير برهان ٍ على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام هو اتباع سنته .. فدليل المحبة وبرهانها هو الاتباع والطاعة ، فلا يمكن أن تكون محبة بدون اتباع وطاعة ، هذا هو دليل الصدق الذي يتميز به المحبون عن غيرهم ..
ودلائل المحبة كثيرة .. منها :
1- كثرة الصلاة عليه وإحياء سننه عليه الصلاة والسلام :
الصلوات المسنونة ، قيام الليل ، السواك ، المداومة على أذكار الصباح والمساء ، التبسّم ، طيب الكلام ..
والكثير من السنن التي نعرفها ومع ذلك لا نطبقها !! ..
وهنا على هذا الرابط ستجدون مئة سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم
من أحبّ رسوله طبّق سنّته ..
2- من أراد الاحتفال بيوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه بصيام يوم مولده الذي يأتي كل أسبوع ، عن أبي قتادة أن أعرابياً قال : يا رسول الله ، ما تقول في صوم يوم الاثنين؟ فقال:
((ذاك يوم ولدت فيه، وأنزل علي فيه)) أخرجه مسلم
فمن أراد الاحتفال الحقيقي بمولد النبي وأراد شكر الله على هذه النعمة حقاً فليصم يوم الاثنين من كل أسبوع ..
3- الابتعاد عن البدع ومحدثات الأمور والتنبيه لها ..
4- القراءة المستفيضة في سيرته عليه السلاة والسلام ..
وهناك الكثير من الكتب الطيبة المعطرة بسيرة رسول الله ، منها كتاب زاد المعاد لابن القيم، وكتاب (هذا الحبيب يا محب) لأبي بكر الجزائري، وكتاب مختصر الشمائل المحمدية للألباني، وكتاب الرحيق المختوم للمبار كفوري ..
5- الحرص على الترديد وراء المؤذن لكل صلاة، ثم في نهاية الأذان قول الصلاة الإبراهيمية ثم اسال الله أن يبلغ الرسول –صلى الله عليه وسلم- الوسيلة والفضيلة وأن يحشرك معه بإذن الله.
6- تحبيب الأطفال بالسيرة النبوية ، وذلك من خلال مثلاً زيارة الأماكن التي جرت فيها أحداث السيرة، مكة والمدينة ومواقع الغزوات، وهو أدعى لترسيخ المعلومة..
7- تبني كل فرد بالأسرة قراءة كتاب مميز من كتب السيرة، ومن ثم عرضه في لقاء على جميع أفراد الأسرة، وإعطاء جائزة لأحسن تلخيص وعرض.
8- عمل زاوية خاصة بالسيرة في البيت تحتوي على كتب وCD وكاسيت وقصص.
